دبي مستعدة لاستقبال زوار إكسبو 2020

دبي ترحب بالعالم في إكسبو 2020: محطة تاريخية للمنطقة

تشتهر دبي بأنها مدينة تحول الرؤى المستقبلية إلى واقع ملموس، وهي على استعداد لصناعة التاريخ من جديد مع استعدادها لاستضافة إكسبو 2020، أحد أكثر الأحداث العالمية طموحًا وتحولًا على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا (MEASA).

من 1 أكتوبر 2021 حتى 31 مارس 2022، لا يعد إكسبو 2020 مجرد معرض ضخم، بل هو تجمع عالمي يضم أكثر من 190 دولة وملايين الزوار وابتكارات رائدة تحت شعار "تواصل العقول، وصنع المستقبل".

للمرة الأولى في المنطقة، وإرث للمستقبل

إكسبو 2020 هو أول معرض عالمي يُقام في منطقة MEASA، ويعد لحظة فارقة في مسيرة دولة الإمارات نحو أن تصبح مركزًا للحوار العالمي والابتكار والتبادل الثقافي. كما يمثل فرصة فريدة للعالم لاستكشاف روح التعاون والاستدامة والتقدم، وهي قيم غرستها دبي في رؤيتها الوطنية واستراتيجيتها التنموية بعيدة المدى.

من المتوقع أن يستقطب المعرض أكثر من 25 مليون زائر خلال فترة انعقاده، ما يجعله أحد أبرز الأحداث ليس فقط في تاريخ دولة الإمارات، بل على مستوى المجتمع الدولي بأسره.

عرض ثقافي وتكنولوجي غير مسبوق

أكدت هيئة دبي للثقافة والفنون أن المدينة جاهزة تمامًا لاستقبال الزوار من مختلف أنحاء العالم في جميع مرافقها، من المتاحف إلى صالات العرض والمسارح. وسيضم الحدث عروضًا تفاعلية ومعارض ثقافية غامرة، تسلط الضوء على التراث الإماراتي الأصيل مع استعراض قدرات التكنولوجيا الحديثة.

يحتفي المعرض بالإبداع والابتكار البشري عبر مجموعة من المواضيع والقطاعات، بدءًا من الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية، وصولًا إلى الطاقة المتجددة والتصميم المستدام.

لمحة عن تاريخ معارض إكسبو العالمية

تعود بدايات معارض إكسبو العالمية إلى عام 1851 عندما أقيم أول معرض في لندن في قصر الكريستال. وعلى مر العقود، تطورت هذه المعارض لتصبح منصات رفيعة المستوى تجمع الدول لمعالجة التحديات العالمية، وكشف الابتكارات الرائدة، وصياغة ملامح المستقبل.

من الهاتف إلى برج إيفل وحتى النموذج الأولي للهاتف المحمول، تم تقديم العديد من الابتكارات الأيقونية خلال معارض إكسبو. ومعرض إكسبو 2020 في دبي يستعد لإضافة محطات جديدة لهذا الإرث العريق.

ثلاث ركائز رئيسية: الفرص، التنقل، الاستدامة

يركز إكسبو 2020 على ثلاثة محاور فرعية أساسية للتقدم العالمي:

• الفرص: تمكين الأفراد والمجتمعات لصنع مستقبل أفضل.
• التنقل: تطوير وسائل ذكية ومتصلة لتحريك الأشخاص والبضائع والأفكار.
• الاستدامة: احترام الكوكب والحفاظ عليه للأجيال القادمة.

كل محور يُجسَّد في منطقة مخصصة ومعلم معماري فريد، يقدّم تجارب ومعارض وحلول مبتكرة لتحفيز الحوار والابتكار.

تخطيط الإرث: أثر المعرض بعد 2022

إكسبو 2020 ليس مجرد حدث مؤقت، بل صُمم ليترك إرثًا دائمًا للأجيال القادمة. أحد أبرز ملامح هذا الإرث هو "تيرا – جناح الاستدامة"، الذي سيتم تحويله إلى مركز علمي بعد انتهاء المعرض، ليستمر في تثقيف الناس حول العيش المستدام والعمل المناخي.

كما سيتم إعادة استخدام العديد من المواد التي استُخدمت في بناء الأجنحة المؤقتة في مشاريع تطوير مستقبلية، ما يعكس التزام إكسبو 2020 العميق بالمسؤولية البيئية.

وقد شُجّعت الدول المشاركة على استخدام التصاميم المعمارية المستدامة والمواد الصديقة للبيئة، مما جعل موقع الحدث معيارًا جديدًا في التخطيط الحضري الأخضر.

المنصة العالمية: الدول المشاركة والتعاون الدولي

يضم إكسبو 2020 أكثر من 190 دولة، ما يجعله حدثًا دوليًا بحق. أنشأت كل دولة جناحًا خاصًا بها، بعضها روائع معمارية تعكس ثقافاتها وتقنياتها ورؤاها المستقبلية.

كشفت دول مثل اليابان وألمانيا والولايات المتحدة والسعودية عن أجنحة فريدة تمثل هويتها الوطنية، وتسهم في رؤية إكسبو الشاملة. من المرشدين الآليين إلى المزارع الرأسية والتقنيات الخضراء، يعرض كل جناح حلولًا مبتكرة لمشكلات العالم.

تعزيز سمعة الإمارات العالمية

تضع استضافة إكسبو 2020 دبي، ومن ورائها الإمارات، في قلب الاهتمام العالمي. ومن المتوقع أن يدر المعرض مليارات الدولارات من عائدات السياحة والاستثمارات الأجنبية والشراكات الدولية، مما يعزز مكانة الإمارات كلاعب استراتيجي على الساحة العالمية.

يتماشى المعرض أيضًا مع رؤية الإمارات 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد، وتعزيز الابتكار، وترسيخ مكانة الدولة كمركز للتنمية المستدامة والدبلوماسية الثقافية.

تجربة زوار عالمية المستوى

لم تدخر دبي جهدًا في ضمان تجربة استثنائية وسلسة للزوار. بدءًا من شبكات النقل الذكية وصولًا إلى أنظمة الأمن المتقدمة، صُمم إكسبو 2020 ليقدم الراحة، والسهولة، ولحظات لا تُنسى.

يستمتع الزوار بـ:

• عروض ثقافية غامرة من مختلف أنحاء العالم
• أطعمة ومشروبات من أكثر من 200 جهة دولية
• مساحات تعليمية تفاعلية وجولات معرفية لجميع الأعمار
• حفلات موسيقية مباشرة، وعروض تقنية، وتركيبات فنية

سواء كنت من عشاق التكنولوجيا، أو المستكشفين الثقافيين، أو رواد الأعمال، أو مجرد مسافر فضولي، فإكسبو 2020 يقدم شيئًا لكل شخص.

خاتمة: لماذا لا يجب أن تفوّت إكسبو 2020

إكسبو 2020 دبي ليس مجرد مهرجان أو معرض، بل هو احتفال بالإمكانات البشرية. في عالم يواجه تحديات جسيمة، يوفر المعرض منصة مشتركة للدول للتعاون، والتفكير، والإلهام. إنه لمحة عن مستقبل الابتكار، والاستدامة، والوحدة العالمية.

ومع استعداد دبي الكامل لاستقبال العالم، فإن الوقت قد حان لتجربة هذا الحدث الفريد من نوعه.